-A +A
لم تكن القضية الفلسطينية التي يهتم بها المسؤولون السعوديون تقتصر على الحديث مع الأمريكيين فقط، فقد كانت محور النقاش والبحث مع كل قادة العالم. يذكر القصيبي في سيرة الوزير المرافق في صيف 1981 زار الرئيس الفرنسي الجديد ميتران السعودية، وكانت الزيارة في مدينة الطائف، ناقش معه الأمير فهد قضية الشرق الأوسط، قال ميتران -كما يقول القصيبي- سأكون واضحاً معكم كل الوضوح، سأقول لكم في هذه القاعة ما سأقوله في إسرائيل.

لن أتحدث أمامكم بلغة ووراءكم بلغة أخرى. إنني معروف بصلاتي القوية بإسرائيل وهي صلات قديمة نمت أساساً من خلال عملي في الحزب الاشتراكي وقد وعدت بزيارة إسرائيل وسأزورها، ولكن هذا لا يعني أنني أؤكد كل ما تفعله إسرائيل أن فرنسا ما زالت ملتزمة بالموقف الموحّد الذي اتخذته دول السوق الأوروبية المشتركة من الشرق الأوسط، موقفنا لم يتغيّر، لا نزال ننادي بانسحاب إسرائيل وبإشراك الفلسطينيين في تقرير مصيرهم، إن تجاهل الفلسطينيون حماقة كبرى وسأقول هذا الكلام للإسرائيليين في عقر دارهم.


وفي المؤتمر الصحفي المشترك الذي عقده مع الملك فهد «الأمير آنذاك» في نهاية الزيارة أكّد ميتران موقفه، بل إنه في إحدى إجاباته أشار إلى أنه يحترم منظمة التحرير الفلسطينية كحركة تحرير وطني ذات هدف سام.